للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذلك قوله:

إن الرماح إذا غرسن بمشهدٍ ... فجنى العوالي في ذراه معالي١

وكذلك قوله:

إذا أحسن الأقوام أن يتطاولوا ... بلا نعمةٍ أحسنت أن تتطولا٢

وكذلك قوله:

أي ربعٍ يكذب الدهر عنه ... وهو مُلْقَى على طريق الليالي

بين حالٍ جنت عليه وحولٍ ... فهو نضو الأحوال والأحوال

شدَّ ما استنزلتك عن دمعك الأظـ ... ـعان حتى استهلَّ صوب العزالي

أيُّ حسن في الذاهبين تولَّى ... وجمالٍ على ظهور الجمال

ودلالٍ مخيَّمٍ في ذرا الخـ ... ـيم وحجلٍ معصَّم في الحجال٣

فالبيت الثاني والخامس هما المقصودان بالتمثيل ههنا، والأبيات الباقية جاءت تبعًا.


١ ديوان أبي تمام ٢٦٤ من قصيدة يمدح فيها المعتصم, ويذكر أخذ بابك، ومطلعها:
آلت أمور الشرك شر مآل ... وأقرَّ بعد تخبط وصيال
والتخمط: التكبر، والصيال: التسلط، والجني: الثمر، والعوالي: الرماح، وذراه: ظله.
٢ ديوان أبي تمام ٢٥٢ من قصيدة في مدح محمد بن عبد الملك الزيات، مطلعها:
لهان عليها أن تقول وتفعلا ... ونذكر بعض الفضل منك فتفضلا
ويواية الديوان "بلا مِنَّة" موضع "بلا نعمة".
٣ رويت هذه الأبيات في الديوان "ص٤٥٨" على النحو الآتي:
شدما استنزلتك من ربعك الأظـ ... ـعان حتى استهلَّ دمع الغزال
أيُّ حسن في الذاهبين تولَّى ... وجمال على ظهور الجمال
ودلال مخيَّم في ذرا الخيـ ... ـم وحجل معذَّب في الحجال
ومهامن مها الخدور وآجا ... ل ظباء يسر عنَّ في الآجال
عادك الزور ليلة الرمل من رمـ ... ـلة بين الحمى وبين المطال
ثم فما زارك الخيال ولكنـ ... ـك بالفكر زرت طيف الخيال
والأظعان: الهوادج فيها نساء، واستهل: سكب، الذرى: فناء الدار، والخيم: جمع خيمة، والحجل: الخلخال، والحجال: جمع حجلة, وهي موضع يزين بالثياب والستور للعروس، والعزالي: جمع عزلاء وهو مصبّ الماء من الراوية.

<<  <  ج: ص:  >  >>