للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"نحن من حسن شيمه وفواصل إحسانه بين هند وهنيدة، ومن يُمْنِ نقيبته وأمانة غيبه بين أم معبد وأبي عبيدة".

ومن ذلك ما ذكرته في مطلع كتابٍ إلى بعض الإخوان، فقلت:

"الكتب وإن عدَّها قوم عرضًا من الأعراض، وتقالَّوها حتى قالوا: هي سواد في بياض، فإنَّ لها عند الإخوان وجهًا وسيمًا، ومحلًّا كريمًا، وهي حمائم القلوب إذا فارق حميمٌ حميمًا، ومن أحسنها كتاب سيدنا ... ".

ثم مضيت على هذا النهج إلى آخر الكتاب.

ومن هذا القسم قول أبي تمام:

أيام تدمي عينه تلك الدُّمى ... فيها وتقمر لُبَّه الأقمار١

وكذلك قوله:

بيضٌ فهنَّ إذا رمقن سوافرًا ... صورٌ وهنَّ إذا رمقن صوار٢

وكذلك قوله:

بدرٌ أطالت فيك بادرة النَّوى ... ولعًا وشمسٌ أولعت بشماس٣

وكذلك قوله:

كادوا النبوة والهدى فتقطَّعت ... أعناقهم في ذلك المضمار

جهلوا فلم يستكثروا من طاعةٍ ... معروفةٍ بعمارة الأعمار٤


١ ديوان أبي تمام ١٤٥ من قصيدة في مدح أبي سعيد الثغري، ومطلعها:
لا أنت أنت ولا الديار ديار ... خف الهوى وتولّت الأوطار
ومعنى تقمَّر: تغلب، واللب: العقل.
٢ من القصيدة السابقة، ومعنى رمقن: أطيل النظر إليهن، والسوافر: المكشوفات، والصوار: قطيع بقر الوحش.
٣ ديوان أبي تمام ١٧٣ من قصيدة في مدح أحمد بن المعتصم، ومطلعها:
ما في وقوفك ساعة من باس ... تقضي ذمام الأربع الأدراس
ورواية الديوان "خطأ" موضع "ولعًا", والبادرة الخطأ، والنوى: الفراق، والشماس: العصيان.
٤ ديوان أبي تمام ١٥٤ من قصيدة يمدح فيها المعتصم, ويذكر إحراق الأفشين، ومطلعها:
الحقّ أبلج والسيوف عوار ... فحذار من أسد العرين حذار

<<  <  ج: ص:  >  >>