للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذلك قوله١:

وإذا أراد الله نشر فضيلةٍ ... طويت أتاح لها لسان حسود

لولا اشتعال النار فيما جاورت ... ما كان يعرف طيب عرف العود

وكذلك قوله٢:

لا تنكروا ضربي له من دونه ... مثلًا شرودًا في الندى والباس

فالله قد ضرب الأقل لنوره ... مثلًا من المشكاة والنبراس٣

وكذلك قوله٤:

لا تنكري عطل الكريم من الغنى ... فالسيل حربٌ للمكان العالي

وكذلك قوله في الشيب٥:

شعلةٌ في المفارق استودعتني ... في صميم الفؤاد ثكلًا صميما

تستثير الهموم ما اكتن منها ... صعدًا وهي تستثير الهموما

فالبيت الثاني من المعاني المخترعة، وقد تفقه فيه فجعله مسألة من مسائل الدور، وهذا من إغراب أبي تمام المعروف.

وهذا القدر كاف من جملة معانيه، فإنا لم تستقصها ههنا.


١ ديوان أبي تمام ٨٥ من قصيدة يمدح فيها أبا عبد الله أحمد بن أبي دؤاد، ويعتذر إليه، ويستشفع بخالد بن يزيد، ومطلعها:
أرأيت أي سوالف وخدود ... عنت لنا بين اللوى وبرود
٢ ديوانه ١٧٢ من قصيدة في مدح أحمد بن المعتصم، ومطلعها:
ما في وقوفك ساعة من باس ... تقضي ذمام الأربع الأدراس
٣ يشير بذلك إلى قول الله تعالى: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ} [سورة النور، آية: ٣٥] ، والمشكاة هي الكوة في الجدار غير النافذة.
٤ الديوان ٢٤٦ من قصيدة في مدح الحسن بن رجاء، مطلعها:
يكفي وغاك فإنني لك قال ... ليست هوادي عزمتي بتوالي
والوغى الحرب، والقالي المبغض، والهوادي الأوائل، والتوالي الأواخر.
٥ الديوان ٢٩١ من قصيدة في مدح أبي سعيد، مطلعها:
إن عهدا لو تعلمان ذميما ... أن تناما عن ليلتي أو تنيما

<<  <  ج: ص:  >  >>