للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد قيل: إن أبا تمام أكثر الشعراء المتأخرين ابتداعًا للمعاني، وقد عدت معانيه المبتدعة، فوجدت ما يزيد على عشرين معنى.

وأهل هذه الصناعة يكبرون ذلك، وما هذا من مثل أبي تمام بكبير، فإني أنا عددت معاني المبتدعة التي وردت في مكاتباتي، فوجدتها أكثر من هذه العدة، وهي مما لا أنازع فيه، ولا أدافع عنه!

فأما ما ورد لأبي تمام فمن ذلك قوله١:

يأيها الملك النائي برؤيته ... وجوده لمراعي جوده كثب

ليس الحجاب بمقصٍ عنك لي أملًا ... إن السماء ترجى حين تحتجب

وكذلك قوله:

رأينا الجود فيك وما عرضنا ... لسجلٍ منه بعد ولا ذنوب

ولكن دارة القمر استتمت ... فدلتنا على مطر قريب

وكذلك قوله في الهجاء٢:

وأنت تدير قطب رحًا مليا ... ولم نر للرحا العلياء قطبا

ترى ظفرًا بكل صراع قرنٍ ... إذا ما كنت أسفل منه كعبا٣


١ ديوان أبي تمام ٢٢ من أبيات أربعة يعاتب بها أبا دلف، وقيل: عبد الله بن طاهر، والبيتان اللذان قبلهما:
صبرا على المطل ما لم يتله الكذب ... فللمخطوب إذا سامحتما عقب
على المقادير لوم إن منيت به ... من عاذل وعلى السعي والطلب
٢ ديوان أبي تمام ٤٨٦ من قصيدة يهجو بها عتبة بن أبي عاصم، ومطلعها:
أعتبة أجبن الثقلين عتبا ... بجهلك صرت للمكروه نصبا
٣ في الأصل:
ترى قطر بكل صارع قرن ... إذا ما كنت أسفل منه جنبا
والصواب عن الديوان.

<<  <  ج: ص:  >  >>