للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقلت: امدح به من شئت غيري ... ومن ذا يقبل المدح الرديدا١

وهل للحي في أكفان ميتٍ ... لبوسٌ بعدما امتلأت صديدا٢

وقد ورد لأبي الطيب المتنبي من ذلك كقوله٣:

أجزني إذا أنشدت مدحًا فإنما ... بشعري أتاك المادحون مرددا

ودع كل صوتٍ بعد٤ صوتي فإنني ... أنا الصائح المحكي والآخر الصدى

فالبيت الأول قد توارد على معناه الشعراء قديمًا وحديثًا، لكن البيت الثاني -في التمثيل الذي مثله- ليس لأحد إلا له.

وكذلك قوله٥:

بهجر سيوفك أغمادها ... تمنى الطلى٦ أن تكون الغمودا

إلى الهام تصدر عن مثله٧ ... ترى صدرًا عن ورودٍ ورودا

وكذلك قوله في بدر بن عمار يهنيه ببرئه من مرض٨:

قصدت من شرقها ومغربها ... حتى اشتكتك الركاب والسبل

لم تبق إلا قليل عافيةٍ ... قد وفدت تجتديكها العلل


١ بعد هذا البيت بيت أغفله ابن الأثير، وهو:
ولا سيما وقد أعبقت فيه ... مخازيك اللواتي لن تبيدا
٢ رواية الديوان "وما للحي" موضع "وهل للحي".
٣ ديوان المتنبي ١/ ٢٩١ من قصيدة يمدح فيها سيف الدولة، ويهنيه بعيد الأضحى، ومطلعها:
لكل امرئ من دهره ما تعودا ... وعادات سيف الدولة الطعن في العدا
٤ رواية الديوان "غير صوتي".
٥ ديوان المتنبي ١/ ٢٦٩ من قصيدة في مدح بدر بن عمار الأسدي، ومطلعها:
أحلما نرى أم زمانا جديدا ... أم الخلق في شخص حي أعيدا
٦ الطلى الأعناق: والغمود جمع غمد وهو جفن السيف.
٧ الهام الرءوس، يقول: أبدا سيوفك تصدر عن هام إلى هام أخرى.
٨ الديوان ٣/ ٢١٧ من قصيدة يمدح فيها بدر بن عمار وقد قصد لعلة، ومطلعها:
العد نأي المليحة البخل ... في البعد ما لا تكلف الإبل

<<  <  ج: ص:  >  >>