للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القسم السادس: تسمية الشيء باسم مكانه

كقولهم للمطر: "سماء"؛ لأنه ينزل منها.

وهذا القسم داخل في الأول لصفة المناسبة بين المنقول والمنقول إليه، وهو النزول من عالٍ، وكل ما علاك، فأظلك فهو "سماء".

على أن الأغلب على ظني أن هذا القسم من الأسماء المشتركة، وتسمية المطر بـ"السماء" حقيقة فيه، وليس من المجاز في شيء.

القسم السابع: تسمية الشيء باسم مجاوره

كقولهم للمزادة: "رواية"، وإنما الرواية الجمل الذي يحملها١.

وهذا القسم من باب التوسع، لا من باب التشبيه، ولا من باب الاستعارة؛ لأن على قياسه ينبغي أن يسمى الجمل زاملة؛ لأنه يحملها٢.

القسم الثامن: تسمية الشيء باسم جزئه

كقولك لمن تبغضه: "أبعد الله وجهه عني"، وإنما تريد سائر جثته.

وهذا القسم داخل في القسم الأول، وهو شبيه بتسمية الشيء باسم فرعه.

القسم التاسع: تسمية الشيء باسم ضده

كقولهم للأسود والأبيض: "جون".

وهذا القسم ليس من المجاز في شيء ألبتة، وإنما هو حقيقة في هذين المسميين معًا؛ لأنه من الأسماء المشتركة، كقولهم: "شمت السيف"، إذا سللته، و"شمته" إذا أغمدته، فدل الشيم على الضدين معًا بالوضع الحقيقي.


١ في المختار: الراوية البعير أو البغل، أو الحمار الذي يستقى عليه، والعامة تسمى المزادة راوية، وهو جائز استعارة، والأصل ما ذكرناه.
٢ في المختار: الزاملة بعير يستظهر به الرجل يحمل متاعه وطعامه عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>