للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لحافي لحاف الضيف والبيت بيته ... ولم يلهني عنه غزالٌ مقنع

أحدثه، إن الحديث من القرى ... وتعلم نفسي أنه سوف يهجع١

فالغزال المقنع هذا استعارة للمرأة الحسناء.

وكذا ورد قول رجل من بني يسار في كتاب الحماسة أيضًا٢:

أقول لنفسي حين خود رألها ... رويدك لما تشفقي حين مشفق

رويدك حتى تنظري عم تنجلي ... عماية هذا العارض المتألق

فالعارض المتألق: استعارة للحرب، أو الذي أطل بمكروهه كالبارق المتألق.

ويحكى أن امرأة وقفت لعبد الملك بن مروان٣، وهو سائر إلى قتال مصعب بن الزبير٤، فقالت: يا أمير المؤمنين فقال: رويدك حتى تنظري عم تنجلي.... وأنشد البيت.

ومن هذا الباب قول عبد السلام بن رغبان المعروف بديك الجن:

لما نظرت إلي عن حدق المها ... وبسمت عن متفتح النوار

وعقدت بين قضيبٍ بانٍ أهيفٍ ... وكثيب رملٍ عقدة الزنار

عفرت خدي في الثرى لك طائعًا ... وعزمت فيك على دخول النار


١ البيتان في ديوان الحماسة ٢/ ٣١٤، ومعناهما كل ما أملكه فهو للضيف، وليس يلهيني عنه ما يلهي الناس، وإني لا أقصر على إطعامه، بل لا أزال أحدثه وأونسه حتى ينام، والغزال المقنع أراد به ذا الوجه الجميل.
٢ ديوان الحماسة ١/ ١٤٣، وقد نسب هذا الشعر لرجل من بني أسد قاله في يوم اليمامة، وقد سبق إيراد البيتين، وتصحيحهما في صفحة ٣٨١ من القسم الأول من هذا الكتاب عند الكلام في "اختلاف صيغ الألفاظ واتفاقها".
٣ عبد الملك بن مروان خامس خلفاء بني أمية شب عاقلا أديبا حازما، وخلف أباه على الملك، فكان من أنبه حكام المسلمين، استطاع قمع الثائرين على بني أمة، وتقوية سلطانه في البلاد الإسلامية، وكانت وفاته ٥٨٦هـ.
٤ كان مصعب بن الزبير واليا على العراق من قبل أخيه عبد الله بن الزبير حتى دهمته جيوش عبد الملك، وقتلته سنة ٥٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>