للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والتهائم والنجود: هما استعارة مما استعاره من باطن أمره وظاهره.

وكذلك ورد قوله١:

كم أحرزت قضب الهندي مصلتةً ... تهتز من قضبٍ تهتز من كثب٢

فالقضب والكثب: استعارة للقدود والأرداف.

وكذلك ورد في هذه القصيدة أيضًا عند ذكر ملك الروم، وانهزامه لما فتحت مدينة عمورية، فقال:

إن يعد من حرها عدو الظليم فقد ... أوسعت جاحمها من كثرة الحطب٣

فالحطب: استعارة للقتلى.

وقبل هذا البيت ما يدل عليه؛ لأنه قال:

أحذى قرابينه صرف الردى ومضى ... يحتث أنجى مطاياه من الهرب٤

موكلًا بيفاع الأرض يشرفه ... من خفةٍ الخوف لا من خفة الطرب٥

إن يعد من حرها عدو الظليم...... البيت.

وأحسن من هذا كله قوله٦:


١ ديوان أبي تمام ١١ من قصيدته في مدح المعتصم بالله أبي إسحاق محمد بن هارون الرشيد، ويذكر فتح عمورية، ومطلعها:
السيف أصدق أنباء من الكتب ... في حده الحد بين الجد واللعب
٢ قضب الهندي السيوف، مصلته مسلوقة:
٣ الديوان ١١، والعدو الإسراع، والظليم ذكر النعام، والجاحم: شدة الحرارة.
٤ في الأصل "أحذى" موضع "أحسى" و"يحتث"، موضع "يحث"، والتصويب عن الديوان ومعنى أحسى سقى، والحث السوق.
٥ في الأصل "يشرفها" "موضع" "يشرفه" والتصويب عن الديوان، واليفاع العالي، ويشرفه يعلوه.
٦ ديوان أبي تمام ٢٥٥ من قصيدة له في مدح محمد بن عبد الملك الزيات، ومطلعها:
متى أنت عن ذهلية الحي ذاهل ... وقلبك منها مدة الدهر آهل

<<  <  ج: ص:  >  >>