للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تطل الطلول الدمع في كل منزلٍ ... وتمثل بالصبر الديار المواثل١

دوارس لم يجف الربيع ربوعها ... ولا مر في أغفالها وهو غافل٢

يعفين من زاد العفاة إذا انتحى ... على الحي صرف الأزمة المتحامل٣

فقوله: زاد العفاة استعارة طوى فيها ذكر المستعار له، وهو أهل الديار، كأنه قال: يعفين من قوم هم زاد العفاة.

وله في الغزل من الاستعارة ما بلغ به غاية اللطافة والرقة، وذلك في قصيدته التي مطلعها:

إن عهدًا لو تعلمان ذميما٤

فقال:

قد مررنا بالدار وهي خلاءٌ ... فبكينا طلولها والرسوما

وسألنا ربوعها فانصرفنا ... بسقامٍ٥ وما سألنا حكيما

كنت أرعى النجوم٦ حتى إذا ما ... فارقوني أمسيت أرعى النجوما

والبيت الثالث هو المخصوص بالاستعارة.


١ تطل: تسكب، تمثل به: تقتله.
٢ الأغفال: القفار.
٣ في الديوان تعفين بالتاء، وفي الأصل "ضرب الأزمة" موضع "صرف الأزمة"، والتصويب عن الديوان وبين هذا البيت، والبيت الذي قبله بيت لم يذكره ابن الأثير. وهو:
فقد سحبت فيه السحائب ذيلها ... وقد أخملت بالنور منها الخمائل
٤ صدر بيت وعجزه:
أن تناما عن ليلتي أو تنيما
وهو مطلع قصيدة في مدح أبي سعيد، وقد قدم من مكة، الديوان ٢٩٠.
٥ في الديوان "بشفاء".
٦ رواية الديوان "كنت أرعى البدور" هذا البيت قبل البيتين السابقين في رواية الديوان.

<<  <  ج: ص:  >  >>