للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعلى هذا الأسلوب ورد قول أبي الطيب المتنبي:

في الخد إن عزم الخليط رحيلا ... مطرٌ تزيد به الخدود محولا١

وكذلك ورد قوله٢:

يمد يديه في المفاضة ضيغم٣

وأحسن من هذا قوله في قصيدته التي مطلعها٤:

عقبى اليمين على عقبى الوغى ندم٥

وأصبحت بقرى هنزيط جائلة ... ترعى الظبى في خصيبٍ نبته اللمم٦

فما تركن بها خلدًا له بصرٌ ... تحت التراب ولا بازًا له قدم٧


١ ديوان المتنبي ٣/ ٢٣٢، وهو مطلع قصيدة في مدح بدر بن عمار وذكر الأسد، وقد أعجله فضربه بسوطه.
٢ ديوان المتنبي ٣/ ٣٥٧ من قصيدته التي أولها:
إذا كان مدح فالنسيب المقدم ... أكل فصيح قال شعرا متيم
٣ صدر البيت، وعجزه:
وعينيه من تحت التريكة أرقم
المفاضة الدرع الواسعة، والضيغم الأسد، والتريكة: البيضة، تشبيها بالتريكة وهي بيضة النعامة إذا انفلقت وخرج الفرخ ركت، والأرقم ضرب من الحيات، يقول: هؤلاء الفتيان الذين حوله كلهم أسد في شدته، وأرقم في بسالته، يمد في درعه يدي أسد، قوة وشدة وبفتح من تحت تريكته عيني أرقم إقداما وشجاعة.
٤ ديوان المتنبي ٤/ ١٥ وقد أنشدها في سنة خمس وأربعين وثلثمائة؛ وهي آخر قصيدة قالها بحضرة سيف الدولة.
٥ صدر المطلع، وعجزه:
ماذا يزيدك في إقدامك القسم
والمعنى: من حلف على الظفر يندم لا محالة؛ لأنه ربما لم يظفر، وهذا إشارة إلى تكذيب البطريق الذي حلف لملك الروم أنه لا بد أن يلقي سيف الدولة في بطارقته، ففعل، فخيب لله ظنه.
٦ هنزيط: من بلاد الروم والظبا: جمع ظبة، ظبة السيف، والخصيب المكان الكثير النبات، واللمم جمع لمة، وهي ما ألم بالمنكب من الشعر، وجائله تجول للغارة، يقول: أصبحت الخيل بهذا المكان تجول للغارة والقتل، والسيوف ترعى في مكان خصيب من رءوسهم إلا أن نبته الشعر.
٧ الخلد: ضرب من الفأر، ليست له عيون.

<<  <  ج: ص:  >  >>