٢ تصرف ابن الأثير أيضا في نقل كلامه الخفاجي، وهذا نصه نقلا عن سر الفصاحة "١٢٩": "وهذا الذي قاله أبو القاسم لا أرضى به غاية الرضا، ولو كنت أسكن إلى تقليد أحد من العلماء بهذه الصناعة، أو أجنح إلى اتباع مذهبه من غير نظر، وتأمل لم أعدل بقوله: أبو القاسم، لصحة فكره، وسلامة نظره، وصفاء ذهنه، وسعة علمه، لكنني أغلب الحق عليه، ولا أتبع الهوى فيما يذهب إليه، وبيت امرئ القيس عندي ليس من جيد الاستعارة ولا رديئها، بل هو من الوسط بينهما، وإنما قلت ذلك؛ لأن أبا القاسم قد أفصح بأن القيس لما جعل لليل وسطا، وعجزا استعار له اسم الصلب، وجعله متمطيا من أجل امتداده، وذكر الكلكل من أجل نهوضه، فكل هذا إنما يحسن بعضه لأجل بعض، فذكر الصلب إنما حسن لأجل العجز، والوسط والتمطي لأجل الصلب، والكلكل لمجموع ذلك، وهذه الاستعارة المبنية على غيرها، فلذلك لم أر أن أجعلها من أبلغ الاستعارة، وأجدرها بالحمد والوصف.