للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن ذلك ما ذكرته في فصل من كتاب يتضمن استنجادًا، فقلت:

"وهو إذا استصرخ أصرخ بعزم كالشهاب في رجمه، وهم كالقوس الممتلئ بنزع سهمه، ويرى أن صريخه لم يخب، وأنه إذا لم يجبه بالسيف فكأنه لم يجب، فهو مغري جواده وحسامه، ومسمع العدو صرير رمحه قبل قعقعة لجامه".

وكذلك أيضًا ما كتبته في كتاب إلى بعض الإخوان أذم الفراق، فقلت:

"والفراق شيء لا كالأشياء، وصاحبه ميت لا كالأموات، وحيٌ لا كالأحياء، وما أراه إلا كنار الله الموقدة، التي تطلع على الأفئدة، وما يجعل صاحبها في ضحضاحٍ منها إلا تواتر الكتاب التي تقيه بعض الوقاء، وتقوم له -وإن لم يسق- مقام الإسقاء".

وأما ما ورد منه في الشعر، فكقول أبي نواس١:

إذا امتحن الدنيا لبيبٌ تكشفت ... له عن عدو في ثياب صديق

وكذلك قول أبي تمام يصف قصيدًا له٢:

خذها مثقفة القوافي ربها ... لسوابغ النعماء غير كنود٣

كالدر والمرجان ألف نظمه ... بالشذر في عنق الفتاة الرود٤

وكذلك ورد قول البحتري، وهو من جملة قصيدته المشهورة التي وصف فيها الفرس والسيف، وأولها:

أهلًا بذلكم الخيال المقبل٥


١ ديوان أبي نواس ١٩٢ من أبيات خسمة أولها:
أيا رب وجه في التراب عتيق ... عنت حسن في التراب رقيق
٢ ديوان أبي تمام ٨٥ من قصيدة له في مدح عبد الله أحمد بن أبي داود، مطلعها:
أرأيت أي سوالف وخدود ... عنت لنا بين اللوى فزرود
٣ بين هذا البيت والبيت الذي بعده بيتان هما:
حذاء تملأ كل أذن حكمة ... وبلاغة وتدر كل وريد
كالطعنة النجلاء من يد ثائر ... بأخيه أو كالضربة الأخدود
٤ رواية الديوان "في عنق الكعاب"، والشذر قطع الذهب، والرود الجارية الناعمة.
٥ ديوان البحتري ٢/ ٢١٧ صدر مطلع قصيدة له في مدح محمد بن عيسى القمي، وعجز البيت:
فعل الذي نهواه أو لم يفعل

<<  <  ج: ص:  >  >>