للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر علي بن أبي طالب والزبير١ والمقداد٢ رضي الله عنهم فقال: "اذهبوا إلى روضة خاخ ٣، فإن بها ظعينة معها كتاب، فأتوني به" , قال علي رضي الله عنه: فخرجنا تتعادى بنا خيلنا حتى أتينا الروضة، وإذا فيها الظعينة، فأخذنا الكتاب من عقاصها٤، وأتينا به رسول الله صلى الله عليه وسلم, وإذا هو من حاطب بن أبي بلتعة إلى ناس من المشركين بمكة يخبرهم ببعض شأن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: "ما هذا يا حاطب?" , فقال: يا رسول الله، لا تعجل علي، إني كنت امرأ ملصقا في قريش ولم أكن من أنفسهم، وكان من

معك من المهاجرين لهم قرابة يحمون بها أموالهم وأهليهم بمكة، فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب أن أتخذ عندهم يدا يحمون بها قرابتي، وما فعلت ذلك كفرا، ولا ارتدادا عن ديني، ولا رضا بالكفر بعد الإسلام. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنه قد صدقكم".


١ هو الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشي، أمه صفية بنت عبد المطلب بن هاشم عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم, أسلم الزبير وهو ابن خمس عشرة سنة، ولم يتخلف عن غزوة غزاها رسول الله، وهو من العشرة المبشرين بالجنة، ومن الستة الذين هم أهل الشورى، ومات مقتولا في فتنة الجمل يوم الخميس لعشر خلون من جمادى الأولى سنة ست
وثلاثين.
٢ هو المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة البهراوي، من بهراء من قضاعة، وقيل هو كندي من كندة، شهد بدرا والمشاهد كلها، وكان من الفضلاء النجباء الكبار الخيار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشهد فتح مصر، ودفن في أرضه بالجرف، فحمل إلى المدينة، ودفن بها، وصلى عليه عثمان بن عفان سنة ثلاث وثلاثين.
٣ خاخ: موضع بين الخمين، به روضة خاخ، بقرب حمراء الأسد من المدينة، قال الأحوس.
ليست لياليك من خاخ بعائدة ... كما عهدت ولا أيام ذي سلم
٤ العقيصة: الضفيرة، وعقص الشعر ضفره على الرأس.

<<  <  ج: ص:  >  >>