للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فائدة التكرير ههنا أنه ذكر الخاص بعد العام للتنبيه على فضله، كقوله تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى} ١.

وكقوله تعالى: {فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ} ٢.

وكقوله تعالى: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا} ٣.

فإن الجبال داخلة في جملة الأرض، لكن لفظ الأرض عام والجبال خاص، وفائدته ههنا تعظيم شأن الأمانة المشار إليه، وتفخيم أمرها.

وقد ورد هذا في القرآن الكريم كثيرا.

ومما ورد منه شعرا قول [المقنع الكندي٤] من أبيات الحماسة٥:

وإن الذي بيني وبين بني ... أبيوبين بني عمي لمختلف جدا

إذا أكلوا لحمي وفرت لحومهم ... وإن هدموا مجدي بنيت لهم مجدا٦


١ سورة البقرة: الآية ٢٣٨.
٢ سورة الرحمن: الآية ٦٨.
٣ سورة الأحزاب: الآية ٧٢.
٤ بياض في الأصل موضع اسم الشاعر، وهو محمد بن ظفر بن عمير ينتهي نسبه إلى كندة بن عفير، وإنما لقب بالمقنع؛ لأنه كان أجمل الناس وجها، وكان إذا حسر اللثام عن وجهه أصابته العين ويلحقه عنت ومشقة، فكان لا يمشي إلا مقنعا، هكذا ذكر التبريزي. وهو شاعر مقل من شعراء الإسلام في عهد بني أمية، وكان له محل وشرف ومروءة في عشيرته، وكان متخرقا في عطاياه، سمح اليد بماله، لا يرد سائلا عن شيء سأله إياه.
٥ ديوان الحماسة ٢/ ٣٣ من جملة أبيات أولها:
يعاتبني في الدين قومي وإنما ... ديوني في أشياء تكسبهم حمدا
وانظر أمالي القالي ١/ ٢٨٠ وفيها ثلاثة أبيات ليست في رواية أبي تمام.
٦ رواية الحماسة "فإن أكلوا ... " ورواية الأمالي "فإن يأكلوا....".

<<  <  ج: ص:  >  >>