للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا البيت فيه اعتراضان:

الأول: بين اسم إن وخبرها، تقديره: وإن الغنى أطوع لي من الشعر، فاعترض بين الاسم والخبر بقوله: "إن لحظت مطالبي".

وأما الاعتراض الثاني: فقوله: "إلا في مديحك" فجاء بالجملة الاستثنائية مقدمة، وموضعها التأخير، فاعترض بها بين الجملة التي هي خبر إن.

وتقدير البيت بجملته: "وإن الغنى أطوع لي من الشعر إن لحظت مطالبي إلا في مديحك" وفائدة قوله: إلا في مديحك, من الاعتراض الذي اكتسب به الكلام رقة وفائدة حسنة، والمراد به وصف جود الممدوح بالإسراع، ووصف خاطر شعره بالإسراع إذا كان في مدحه خاصة دون غيره، فهذا الاعتراض يتضمن مدح الممدوح والمادح معا، وهو من محاسن ما يجيء في هذا الموضع.

وكذلك ورد قوله:

رددت رونق وجهي في صحيفته ... رد الصقال بهاء الصارم الخذم

وما أبالي وخير القول أصدقه ... حقنت لي ماء وجهي أم حقنت دمي١

فقوله: "وخير القول أصدقه" اعتراض بين المفعول والفعل؛ لأن موضع حقنت نصب، إذ هو مفعول أبالي، وفائدته إثبات ما ماثل به بين ماء الوجه والدم أي: إن هذا القول صدق ليس بكذب.

القسم الثاني:

وأما القسم الثاني وهو والذي يأتي في الكلام لغير فائدة فهو ضربان:


١ من قصيدته في مدح أبي سعيد محمد بن يوسف والبيتان في الديوان هكذا:
ردت رونق وجهي في صحيفته ... رد الصقال بوجه الصارم الخذم
وما أبالي وخير القول أصدقه ... حقنت لي ماء وجهي أو حقنت دمي
"الديوان ٣/ ٢١٨" الصقال: الاسم من الصقل: الخدم: السريع القطع.

<<  <  ج: ص:  >  >>