للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم قال: ويحك، لم أرد هذا، فقال له شريك: ولا أنا أردته.

وكان عمر أراد قول جرير:

فغض الطرف إنك من نمير ... فلا كعبا بلغت ولا كلابا١

فأجابه شريك بقول الآخر:

لا تأمنن فزاريا غزلت به ... على قلوصك واكتبها بأسيار٢

وهذا من الألغاز اللطيفة، وتلطف كل من هذين الرجلين لمثله ألطف وأحسن.

ومما يجري هذا لمجرى أن رجلا من تميم قال لشريك النميري: ما في الجوارح أحب إلي من البازي. فقال له شريك: إن كان يصيد القطا.

وكان التميمي أراد قول جرير:

أنا البازي المطل على نمير ... أتيح من السماء لها انصبابا٣

وأراد شريك قول الطرماح.

تميم بطرق اللؤم أهدى من القطا ... ولو سلكت طرق المكارم ضلت


١ ديوان جرير ٧٥ من قصيدة في هجاء الراعي.
٢ البيت لسالم بن دارة في هجاء بني فزارة "الشعر والشعراء ١/ ٣٦٤".
القلوص: الناقة الشابة. اكتبها: قيدها.
٣ الديوان ٧٢ من هجاء للراعي.

<<  <  ج: ص:  >  >>