للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن الأبيات:

أصبح الدين ثابتا في الأساس ... بالبهاليل من بني العباس

أنت مهدي هاشم وهداها ... كم أناس رجوك بعد إياس

لا تقيلن عبد شمس عثارا ... واقطعن كل رقلة وغراس

أنزلوها بحيث أنزلها الله ... بدار الهوان والإتعاس

خوفهم أظهر التودد منهم ... وبهم منكم كحز المواسي

أقصهم أيها الخليفة واحسم ... عنك بالسيف شأفة الأرجاس

واذكرن مصرع الحسين وزيد ... وقتيلا بجانب المهراس

ولقد ساءني وساء سوائي ... قربهم من منابر وكراسي١

وهذه الأبيات من فاخر الشعر ونادره افتتاحا وابتداء وتحريضا وتأليبا، ولو وصفتها بما شاء الله وشاء الإسهاب والإطناب لما بلغت مقدار ما لها من الحسن.

ومن لطيف الابتداءات ما ذكره مهيار وهو:

أما وهواها عذرة وتنصلا ... لقد نقل الواشي إليها فامحلا

سعى جهده، لكن تجاوز حده ... وكثر فارتابت، ولو شاء قللا٢


١ الأبيات من قصيدة بالأغاني ٤/ ٩٢ مع تغيير طفيف. زيد: المراد زيد بن علي زين العابدين بن الحسين. وكان قد خرج بالكوفة على هشام بن عبد الملك، فقتل وصلب سنة ١٢١ أو ١٢٢هـ, والقتل الذي بجانب المهراس "وكانت بالأصل الهرماس" المراد حمزة بن عبد المطلب، قتله وحشي غلام جبير بن مطعم يوم أحد، والمهراس ماء بأحد، وقد نسب الشاعر قتل حمزة إلى بني أمية؛ لأن قائد الناس يوم أحد كان أبا سفيان بن حرب؛ ولأن وحشيا قتله بتحريض هند أم معاوية، وقالوا إنها لاكت قطعة من كبد حمزة.
رقلة: نخلة. طالت وفاتت اليد. والمراد اقض على كبيرهم وعلى صغيرهم.
٢ الديوان ٣/ ١٩٤ عذرة: معذرة. أمحل: بالغ في مكره وكيده.
كان قد وشى به بعض حساده في أمر يتصل بالملك شاهنشاه جلال الدولة أبي طاهر بن بويه، ثم تبينت براءته وأنعم الملك عليه، فأنشأ قصيدة يمدحه بها ويعرض بالواشي.

<<  <  ج: ص:  >  >>