للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما المحدثون فإنهم تصرفوا في التخلص فأبدعوا وأظهروا منه كل غريبة.

فمن ذلك قول أبي تمام:

يقول في قومس صحبي وقد أخذت ... منا السرى وخطا المهرية القود

أمطلع الشمس تبغي أن تؤم بنا ... فقلت كلا ولكن مطلع الجود١

وهذان البيتان من بديع ما يأتي في هذا الباب ونادره.

وكذلك قوله أيضًا في وصف أيام الربيع ثم خرج من ذكره الربيع وما وصفه به من الأوصاف فقال:

خلق أطل من الربيع كأنه ... خلق الإمام وهديه المتيسر

في الأرض من عدل الإمام وجوده ... ومن النبات الغض سرج تزهر

تنسي الرياض وما يروض جوده ... أبدا على مر الليالي يذكر٢

وهذا من ألطف التخلصات وأحسنها.


١ في مدح عبد الله بن طاهر لما خرج إليه "الديوان ٢/ ١٣٢" قومس: بلد بين العراق وخراسان وطبرستان بالقرب من أصفهان. المهرية: الإبل الكريمة نسبة إلى مهرة بن حيدان. قود: طويلات الأعناق المفرد قوداء. والذي بالديوان "تبغي أن تؤم بنا".
٢ من قصيدته في مدح المعتصم "الديوان ٢/ ١٩١" والذي بالديوان "يروض فعله" بدلا من جوده، وفي الأصل "على مر الزمان ويذكر" فأصلحنا الشطر من الديوان. يريد أن الرياض تنسى وتذبل أما فعله فلا ينقص ولا ينسى.

<<  <  ج: ص:  >  >>