للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن يعقبه بذكر أهل النار قال: {هَذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ} وذلك من فصل الخطاب الذي هو ألطف موقعا من التخلص.

وقد وردت لفظة "هذا" في الشعر, إلا أن ورودها فيه قليل بالنسبة إلى الكلام المنثور، فمن ذلك قول الشاعر المعروف بالخباز البلدي١ في قصيدة أولها:

العيش غض والزمان غرير

إني ليعجبني الزنا في سحرة ... يروق لي بالجاشرية زير٢

وأكاد من فرح السرور إذا بدا ... ضوء الصباح من الستور أطير

وإذا رأيت الجو في فضية ... للغيم في جنباتها تكسير

منقوشة صدر البزاة كأنه ... فيروزج قد زانه بلور

نادت بي اللذات ويحك فانتهز ... فرص المنى يا أيها المغرور

مل بي إلى جور السقاة فإنني ... أهوى سقاة الكأس حين تجور

هذا وكم لي بالجنينة سكرة ... أنا من بقايا شربها مخمور

باكرتها وغصونها مغروزة ... والماء بين مروزها٣ مذعور

في ستة أنا والنديم وقينة ... والكأس والمزمار والطنبور


١ من بلدة يقال لها بلد من بلاد الجزايرة التي فيها الموصل. اسمه أبو بكر محمد بن أحمد بن حمدان. وكان أميا، وشعره كله ملح وتحف وطرف، ولا تخلو مقطوعة له من معنى حسن أو مثل سائر "يتيمة الدهر ٢/ ٢٠٨".
٢ الجاشرية: شرب مع الصبح، وهي أيضا السحر. الزير: وتر من أوتار العود.
٣ المرز بالفتح الحباس الذي يحبس الماء، فارمي معرب "هامش القاموس مادة مرز" والمروز جمع مرز، يريد أن الأغصان متشابكة تحبس الماء. مغزورة: أصابها مطر غزير أو ماء كثير.

<<  <  ج: ص:  >  >>