للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أجدك ما ينفك يسري لزينبا

وهي من أمهات شعره، ومع ذلك لم يوفق فيها للتخلص من الغزل إلى المديح، فإنه بينما هو في تغزله وهو يقول:

عهدتك إن منيت منيت موعدا ... جهاما وإن أبرقت أبرقت خلبا

وكنت أرى أن الصدود الذي مضى ... دلال فما إن كان إلا تجنبا

فوا أسفا حتام أسأل مانعا ... وآمن خوافا وأعتب مذنبا

حتى قال في أثر ذلك:

أقول لركب معتفين تدرعوا ... على عجل قطعا من الليل غيا

ردوا نائل الفتح بن خاقان إنه ... أعم ندى فيكم وأيسر مطلبا١

فخرج إلى المديح بغير وصلة ولا سبب.

وكذلك قوله في قصيدته المشهورة بالجودة التي مدح بها بن خاقان أيضا، وذكر نجاته عند انخساف الجسر به، وقد أغرب فيها كل الإغراب، وأحسن كل الإحسان وأولها:

متى لاح برق بدا طلل قفر

فبينا هو في غزلها حتى قال:

لعمرك ما الدنيا بناقصة الجدى ... إذا بقي الفتح بن خاقان والقطر٢

فخرج إلى المديح مقتضبا له متعلقا به، وأمثال هذا في شعره كثير.


١ "الديوان ١/ ٥٥" وفي الديوان "علمتك إن منيت" و"أقرب مطلبا".
٢ "الديوان ١/ ٢١٧" ومطلع القصيدة.
متى لاح أو بدا طلل قفر ... جرى مستهل الدمع لا بكئ ولا نزر

<<  <  ج: ص:  >  >>