للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأحسن أن يقال: السهل والوعر، أو السهول والأوعار، ليكون البناء اللفظي واحدا, أي: أن يكون اللفظان واردين على صيغة الجمع أو الإفراد، ولا يكون أحدهما مجموعا والآخر مفردا.

وكذلك ورد قول أبي نواس في الخمر:

صفراء مجدها مرازبها ... جلت عن النظراء والمثل١

فجمع وأفرد في معنى واحد، وهو أنه قال النظراء مجموعا, ثم قال المثل مفردا، وكان الأحسن أن يقول: النظير والمثل، أو النظراء والأمثال.

وعلى ذلك ورد قوله أيضا، والإنكار يتوجه فيه أكثر من الأول، وهو:

ألا يابن الذين فنوا فماتوا ... أما والله ما ماتوا لتبقى

وما لك فاعلمن فيها مقام ... إذا استكملت آجالًا ورزقا٢

وموضع الإنكار ههنا أنه قال: آجالا ورزقا, وكان ينبغي أن يقول: أرزاقا، أو أن يقول: آجلا ورزقا، وقد زاده إنكارا أنه جمع الأجل فقال: آجالا, والإنسان ليس له إلا أجل واحد، ولو قال أجلا وأرزاقا, لما عيب؛ لأن الأجل واحد والأرزاق كثيرة، لاختلاف ضروبها وأجناسها.


نقضت بك الآمال أحلاس الغنى ... واسترجعت نزاعها الأمصار
فاذهب كما ذهبت غوادي مزنة ... أثنى عليها السهل والأوعار
الأحلاس: جمع حلس وهو الذي يوضع تحت الرحل.
١ من قصيدته التي مطلعها:
كان الشباب مطية الجهل ... ومحسن الضحكات والهزل
"الديوان ٤٢" المرازب والمرازبة جمع مرزبان وهو أحد حكام وقواد الفرس. ٢ رواية الديوان ٩٨ "المطبعة العمومية".
ألا يابن الذين فنوا وبادوا ... أما والله ما بادوا لتبقى
وما لك فاعلمن بها مقام ... إذا استكملت آجالا ورزقا

<<  <  ج: ص:  >  >>