للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وألا قال كما قال أبو تمام:

فتى كلما أرتاد الشجاع من الردى ... مفرا غداة المأزق ارتاد مصرعا١

وعلى أسلوب البحتري ورد قول بعضهم من شعراء الحماسة:

وإني لقوال لعافي مرحبًا ... وللطالب المعروف إنك واجده

وإني لممن أبسط الكف بالندى ... إذا شنجت كف البخيل وساعده٢

وهذا معيب من جهة أنه لا فضل في بسط يده عند قبض يد البخيل، وإنما الفضيلة في بسطها عند قبض الكرام أيديهم.

ومن هذا الباب قول أبي تمام:

يقظ وهو أكثر الناس إغضا ... ء على نائل له مسروق٣

فإنه أراد أن يمدح فذم.

ومما هو أقبح من ذلك قوله أيضا:

تثفى الحرب منه حين تغلي ... مراجلها بشيطان رجيم٤

وقد استعمل هذا في شعره حتى أفحش، كقوله:


١ من رثائه لمجد بن حميد، ومطلع القصيدة:
أصم بك الناعي وإن كان أسمعا ... وأصبح مغنى الجود بعدك بلقعا
وقد تقدمت القصيدة.
٢ القائل هو إياس بن الأرث "شرح الحماسة للتبريزي ٤/ ٢١٨" والمرزوقي ٤/ ١٦٨٥ العافي: طالب المعروف أو الطعام: شنجت كفه وساعده: كناية عن ظهور الجدب والبخل.
٣ من قصيدته في مدح أبي سعيد محمد بن يوسف، ومطلعها:
ما عهدنا كذا بكاء المشوق ... كيف والدمع آية المعشوق
"الديوان ٢/ ٤٣٠".
٤ من مدحته لبعض بني عبد الكريم الطائيين "الديوان ٢١٧" ومطلعها:
أراملة كنت مألف كل ريم ... لو استمعت بالأنس المقيم
تثفى: تجعل لها أثافي وهي الحجارة التي ينصب عليها القدر. المراجل: القدور. وفي الأصل "ينقى الحرب". ليست القصيدة بالديوان.

<<  <  ج: ص:  >  >>