للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا أكثر مغالاة من الأول.

ومن ذلك قوله أيضا:

كأنما تتلقاهم لتسلكهم ... فالطعن يفتح في الأجواف ما يسع١

وعلى هذا ورد قول قيس بن الخطيم:

ملكت بها كفي فأنهرت فتقها ... يرى قائم من دونها ما وراءها٢

لكن أبو الطيب أكثر غلوا في هذا المعنى، وقيس بن الخطيم، أحسن لأنه قريب من الممكن، فإن الطعنة تنفذ حتى يتبين فيها الضوء، وأما أن يجعل المطعون مسلكا يسلك كما قال أبو الطيب، فإن ذلك مستحيل، ولا يقال فيه بعيد.


١ من مدح سيف الدولة، مطلع القصيدة:
غيري بأكثر هذا الناس ينخدع ... إن قاتلوا جبنوا أو حدثوا شجعوا
"الديوان ٢/ ٣٩٢".
٢ شرح الحماسة للمرزوقي "١/ ١٨٤" يصف طعنته لابن عبد القيس:
طعنت ابن عبد القيس طعنة ثائر ... لها نفذ لولا الشعاع أضاءها
الشعاع: بفتح الشين الدم المتفرق، يريد أن الطعنة كانت تظهر الضوء لولا الدم المنبثق من الجرح.

<<  <  ج: ص:  >  >>