للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذلك قال أبو تمام:

فلم أمدحك تفحيمًا بشعري ... ولكني مدحت بك المديحا١

أخذه من حسان بن ثابت في مدحه النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال:

ما إن مدحت محمدًا بمقالتي ... لكن مدحت مقالتي بمحمد٢

ولا شك أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه سمع قول حسان بن ثابت حيث استخلف عمر رضي الله عنه فقال له عمر: استخلف غيري، فقال أبو بكر رضي الله عنه: ما حبوناك بها وإنما حبوناها بك.

وهكذا فعل ابن الرومي، فمما جاء له قوله:

جرحته العيون فاقتص منها ... بجوى في القلوب دامي الندوب٣

سبقه أبو تمام فقال:

أدميت باللحظات وجنته ... فاقتص ناظره من القلب٤


١ من مدحة لإسحاق بن إبراهيم "الديوان ١/ ٣٤٥".
٢ ليس البيت بديوان حسان.
وحسان هو حسان بن ثابت الأنصاري الخزرجي النجاري أشعر شعراء رسول الله. وقد عمر طويلا حتى كف بصره في حياته، ومات سنة ٦٤هـ زمن معاوية عن عشرين ومائة سنة كان حسان من بيت عريق في الشعر، إذ كان أبوه وجده شاعرين، وكان ابنه عبد الرحمن وحفيده سعيد بن عبد الرحمن شاعرين.
واشتهر حسان بأنه شاعر الأنصار في الجاهلية، وشاعر النبي زمن النبوة، وشاعر اليمن كلها في الإسلام.
٣ ديوان ابن الرومي ٢/ ١٧٣.
الندوب: الجروح. الجوى: الألم والوجد.
٤ لم نجد البيت في ديوانه.

<<  <  ج: ص:  >  >>