متخضب بدم الفوارس لابس ... في غيله من لبدتيه غيلا
ما قوبلت عيناه إلا ظنتا ... تحت الدجى نار الفريق حلولا
في وحدة الرهبان إلا أنه ... لا يعرف التحريم والتحليلا
يطأ الثرى مترفقا من تيهه ... فكأنه آس يجس عليلا
ويرد غفرته إلى يافوخه ... حتى تصير لرأسه إكليلا
قصرت مخافته الخطا فكأنما ... ركب الكمي جواده مشكولا
ألقى فريسته وزمجر دونها ... وقربت قربا خاله تطفيلا
فتشابه القربان في إقدامه ... وتخالفا في بذلك المأكولا
أسد يرى عضويه فيك كليهما ... متنا أزل وساعدا مفتولا
ما زال يجمع نفسه في زوره ... حتى حسبت العرض منه الطولا
وكأنما غرته عين فادنى ... لا يبصر الخطب الجليل جليلا
أنف الكريم من الدنية تارك ... من عينه العدد الكثير قليلا
والعار مضاض وليس بخائف ... من حتفه من خاف مما قيلا
خذلته قوته وقد كافحته ... فاستنصر التسليم والتجديلا
سمع ابن عمته به وبحاله ... فمضى يهرول أمس منك مهولا
وأمر مما فر منه فراره ... وكقتله ألا يموت قتيلا
تلف الذي اتخذ الجراءة خلة ... وعظ الذي اتخذ الفرار خليلا١
١ من قصيدته في مدح بدر بن عمار لما خرج إلى أسد فهرب الأسد منه، وكان قد خرج قبله إلى أسد آخر فهاجه عن بقرة افترسها بعد أن شبع وثقل، فوثب إلى كفل قوسه، فأعجله عن سل سيفه، فضربه بالسوط فمرغه في التراب، فأحاط به الجيش فقتله "الديوان ٣/ ٤٣٤" بالديوان "وبربر دونها" و"فتشابه الخلقان".=