فيما أورداه من المعاني في هذا القصد المشار إليه.
فمما جاء للبحتري من قصيدته:
وما تنقم الحساد إلا أصالة ... لديك وعزما أريحيا مهذبا
وقد جربوا بالأمس منك عزيمة ... فضلت بها السيف الحسام المجربا
غداة لقيت الليث والليث مخدر ... يحدد نابا للقاء ومخلبا
إذا شاء غادى عانة أو غدا على ... عقائل سرب أو تقنص ربربا
شهدت لقد أنصفته حين تنبري ... له مصلتا عضبا من البيض مقضبا
فلم أر ضرغامين أصدق منكما ... عراكا إذا الهيابة النكس كذبا
هزبرا مشى يبغي هزبرا وأغلبا ... من القوم يغشى باسل الوجه أغلبا
أدل بشغب ثم هالته صوله ... رآك لها أمضى جنانا وأشغبا
فأحجم لما لم يجد فيك مطمعا ... وأقدم لما لم يجد عنك مهربا
فلم يغنه أن كر نحوك مقبلا ... ولم ينجه أن حاد عنك منكبا
حملت عليه السيف لا عزمك انثنى ... ولا يدك ارتدت ولا حده نبا١
ومما جاء لأبي الطيب المتنبي في قصيدته:
أمعفر الليث الهزبر بسوطه ... لمن ادخرت الصارم المصقولا
ورد إذا ورد البحيرة شاربا ... ورد الفرات زئيره والنيلا
١ من قصيدته في مدح عبد الله بن دينار ووصف مبارزته للأسد "الديوان ٥٥" بالديوان "وما تنقم الحساد" و"يوم تنبري". أريحي: الأريحي الواسع الخلق. مخدر: ملازم للأجمة. غادي عانة: باكر قطيعا من حمر الوحش. عقائل سرب: ظباء نفيسة. تقنص ربربا: افترس قطيعا من بقر الوحش. مقضب: قاطع. ضرغامين: أسدين. النكس: الجبان. هزبر: أسد. أغلب: ضخم العنق والأسد بوصف بذلك. أدل بشغب: انبسط بالهياج. أمضى جنانا: أقوى قلبا.