للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فمن ذلك قول أبي الطيب المتنبي:

لو كان ما تعطيهم من قبل أن ... تعطيهم لم يعرفوا التأميلا١

وقول ابن نباتة السعدي:

لم يبق جودك لي شيئا أؤمله ... تركتني أصحب الدنيا بلا أمل٢

وعلى هذا النحو ورد قول أبي نواس في أرجوزة يصف فيها اللعب بالكرة والصولجان فقال من جملتها:

جن على جن وإن كانوا بشر ... كأنما خيطوا عليها بالإبر٢

ثم جاء المتنبي فقال:

فكأنها نتجت قياما تحتهم ... وكأنهم ولدوا على صهواتها٤

وبين القولين كما بين السماء والأرض، فإنه يقال: ليس للأرض إلى السماء نسبة محسوسة، وكذلك يقال ههنا أيضا، فإن بقدر ما في قول أبي نواس من النزول والضعف، فكذلك في قول أبي الطيب من العلو والقوة.


إن يكن صبر ذي الرزية فضلا ... تكن الأفضل الأعز الأجلا
"الديوان ٣/ ٣٠١" يريد أن المعزى لسيف الدولة يهتدى بألفاظه، ويخاطبه بما تعلمه من قوله، فقدره مرتفع عن التعزية.
١ من مدحة لسيف الدولة "الديوان ٤/ ٤٤٩".
٢ الديوان ٤١١ ويتيمة الدهر ٢/ ٣٨٨ من مدحة لسيف الدولة بن حمدان
٣ ليست بالديوان. وهي أرجوزة مطلعها:
قد أشهد اللهو بفتيان غرر ... من ولد العباس سادت البشر
٤ من قصيدته في مدح أبي أيوب أحمد بن عمران "الديوان ١/ ٢٥٥" نتجت: ولدت. الصهوات: المراد مقاعد الفرسان على ظهور الخيل.
القصيدة مطلعها:
سرب محاسنه حرمت ذواتها ... داني الصفات بعيد موصوفاتها

<<  <  ج: ص:  >  >>