وقال البخاري في حديثه هذا: لم يصح، وحديث الزهري وغيره عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هريرة أصح. وقال النسائي لما أخرج حديثه: هذا خطأ، والصواب: حديث أبي سلمة عن أبي هريرة, وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: كان ممن يخطئ. قلت: فإذا كان أخطأ في حديثه وليس له غيره, فلا معنى لذكره في الثقات، إلا أن يقال: "هو في نفسه صادق"، وإنما غلط في اسم الصحابي فيتجه، لكن يرد على هذا أن في بعض طرقه عنه: "لقيت أبا سلمة فقلت له: حدثني بحديث سمعته من أبيك، وسمعه أبوك مِنَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- فقال أبو سلمة: حدثني أبي, فذكره"، وقد جزم جماعة من الأئمة بأن أبا سلمة لم يصح سماعه من أبيه، فتضعيف "النضر" على هذا متعين، وقد قال ابن خراش: لا يعرف بغير هذا الحديث. وأعله الدارقطني أيضا بحديث أبي سلمة عن أبي هريرة. وأخرجه النسائي في الصوم "٤/ ١٥٨"، وابن ماجه في الصلاة "١٣٢٨"، وأحمد "١/ ١٩١، ١٩٤". قلت: قال الدارقطني "٤/ ٢٨٤": وحديث الزُّهْرِيِّ, عَنْ أَبِي سَلَمَةَ, عَنْ أبي هريرة أشبه بالصواب. ١٥٩ سنده ضعيف: فيه قاص من أهل فلسطين، وهو مجهول لا يعرف. والحديث أخرجه أحمد "١/ ١٩٣"، وقال الدارقطني في "العلل" "٤/ ٢٦٦, ٢٦٧": يرويه يونس بن خباب، عن أبي سلمة، واختلف عنه، فرواه عمرو بن مجمع أبو منذر =