للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: إِنَّمَا جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الشُّفْعَةَ فِي كُلِّ مَا لَمْ يُقسم، فَإِذَا وَقَعَتِ الْحُدُودُ وَصُرِّفَتِ الطُّرُقُ فَلَا شُفْعَةَ.

١٠٧٩- أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَا يُصلي عَلَى رَجُلٍ عَلَيْهِ دَيْنٌ. قَالَ: فأُتي بِمَيِّتٍ، فَسَأَلَ: "هَلْ عَلَيْهِ دَيْنٌ؟ " قَالُوا: نَعَمْ، دِينَارَانِ، قَالَ: "صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ" ١، فَقَالَ أَبُو قَتَادَةَ: هُمَّا عليَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: فَصَلَّى عليه،


= وأخرجه البخاري في البيوع "فتح" "٤/ ٤٠٨" وفي الشفعة "٤/ ٤٣٦"، وفي مواطن أخرى من "صحيحه"، وأبو داود "حديث رقم ٣٥١٤" كتاب البيوع، باب "٧٥": في الشفعة، والترمذي من طريق عبد بن حميد "حديث رقم ١٣٧٠"، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقد رواه بعضهم مرسلا عن أبي سَلَمَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم.
وأخرجه ابن ماجه "حديث رقم ٣٥١٤"، وأحمد "٣/ ٢٩٦".
قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" "٤/ ٤٣٦" على هذا الحديث معقبا:
تنبيهان:
الأول: اختلف على الزهري في هذا الإسناد، فقال مالك عنه عن أبي سلمة وابن المسيب مرسلا، كذا رواه الشافعي وغيره ورواه أبو عاصم والماجشون عنه فوصله بذكر أبي هريرة أخرجه البيهقي، ورواه ابن جريج عن الزهري كذلك لكن قال عنهما أو عن أحدهما أخرجه أبو داود، والمحفوظ روايته عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ جَابِرِ موصولا، وعن ابن المسيب عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- مرسلا، وما سوى ذلك شذوذ ممن رواه ويقوي طريقه عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ جَابِرِ متابعة يحيى بن أبي كثير له عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ جَابِرِ، ثم ساقه كذلك.
قلت: قد علم أن مالكا -رحمه الله- يحتاط، فإذا كان الحديث عنده موصولا ومرسلا يرجح في الأغلب المرسل احتياطا.
الثاني: حكى ابن حاتم عن أبيه أن قوله: "فإذا وقعت الحدود ... " إلخ مدرج من كلام جابر. وفيه نظر؛ لأن الأصل أن كل ما ذكر في الحديث فهو منه، حتى يثبت الإدراج بدليل، وقد نقل صالح بن أحمد عن أبيه أنه رجح رفعها.
١٠٧٩- صحيح:=
١ في "س": صاحبكم.

<<  <  ج: ص:  >  >>