للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْحُزْنِ وَالْكَآبَةِ، قَدْ حِيلَ بَيَنْهُمْ وَبَيْنَ مَنَاسِكِهُمْ، وَنَحَرُوا الْهَدْيَ بِالْحُدَيْبِيَّةِ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَقَدْ أُنْزِلَتْ عليَّ آيةٌ أَحَبُّ إِليَّ مِنَ الدُّنْيَا جَمِيعًا"، فَقَرَأَهَا عَلَى أَصْحَابِهِ، فَقَالُوا: هَنِيئًا مَرِيئًا يَا نَبِيَّ اللَّهِ، قَدْ بَيَّنَ اللَّهُ مَا يَفْعَلُ بِكَ، فماذا يفعل بنا؟ فأنزل -عَزَّ وَجَلَّ- فِي ذَلِكَ: {لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّات} حتى {فَوْزًا عَظِيمًا} [الفتح: ٥] .

١١٨٧- ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ فِي قَوْلِهِ: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَر} [الكوثر: ١] أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "هُوَ نَهَرٌ فِي الْجَنَّةِ". أَوْ قَالَ النَّبِيُّ: "رَأَيْتُ نَهَرًا فِي الْجَنَّةَ حَافَّتَاهُ قِبَابُ اللُّؤْلُؤِ؛ قُلْتُ: مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا الْكَوْثَرُ الَّذِي أعطاك الله".


= رقم "٣٢٦٣" وقال: حسن صحيح.
ولفظه عند مسلم من حديث سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبةَ عَنْ قتادة أن أنسا حدثهم لما نزلت: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا، لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ} إلى قوله: {فَوْزًا عَظِيمًا} مرجعه من الحديبية وهم يخالطهم الحزن والكآبة وقد نحر الهدي بالحديبية فقال: "قد أنزلت علي آية هِيَ أَحَبُّ إِلِيَّ مِنَ الدُّنْيَا جميعا".
وأخرجه أحمد "٣/ ١٩٧ و٢١٥".
وأخرجه البخاري في المغازي "٧/ ٤٥٠" غزوة الحديبية من طريق شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بن مالك رضي الله عنه: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} قال: الحديبية. قال أصحابه: هنيئا مريئا فما لنا؟ فأنزل الله {لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} قال شعبة: فقدمت الكوفة فحدثت بهذا كله عن قتادة ثم رجعت فذكرت له؟ قال: أما {إِنَّا فَتَحْنَا لَك} فعن أنس، وأما هنيئا مريئا فعن عكرمة.
قال الحافظ: وأفاد هنا أن بعض الحديث عن قتادة عن أنس وبعضه عن عكرمة وقد أورده الإسماعيلي من طريق حجاج بن محمد عن شعبة وجمع في الحديث بين أنس وعكرمة وساقه مساقا واحدا وقد أوضحته في كتاب "المدرج".
١١٨٧- صحيح:
وأخرجه الترمذي في التفسير تفسير سورة الكوثر حديث رقم "٣٣٥٩"، والبخاري من=

<<  <  ج: ص:  >  >>