قلت: يحيى بن أبي كثير مدلس وقد عنعنه في الطرق التي ذكرها البخاري إلا أن الحافظ ابن حجر ذكر في فتح الباري "٢/ ١١٩" أن يحيى كتب إلى هشام أن عبد الله حدثه. وعزا هذا التصريح بالتحديث إلى أبي نعيم في "المستخرج"، فأمن بذلك تدليس يحيى بن أبي كثير. أما قوله: "لا أعلمه إلا عن أبيه" فقد قال الحافظ: قوله: "عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قتادة لا أعلمه إلا عن أبيه" ... هو في الأصل موصول بلا ريب قد أخرجه الإسماعيلي عن ابن ناجية عن أبي حفص وهو عمر بن علي شيخ البخاري فيه فقال: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عن أبيه ولم يشك. قلت: فصح الآن -وهو صحيح من قبل- حديث أبي قتادة. وقد أخرجه مسلم "ص٤٣٢" وأبو داود رقم "٥٣٩" والترمذي عقب حديث "٤١٧" والنسائي في الصلاة. وقد حاول بعض أهل العلم "مثل العراقي رحمه الله" نفي الوهم عن جرير بأن يكون جرير حضر الواقعة، وسمعه كذلك من ثابت عن أنس وذلك دفعا للوهم عن أحد رواة الصحيح، وعلى أية حال فالحديث صحيح والحمد لله. ١٢٥٨- وأخرجه أبو داود في الصلاة رقم "١١٢٠" وقال: الحديث ليس بمعروف عن ثابت هو مما تفرد به جرير بن حازم. وأخرجه الترمذي رقم "٥١٧" وقال: هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث جرير بن حازم وسمعت محمدا يقول: وهم جرير بن حازم في هذا الحديث، والصحيح ما روي عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أقيمت الصلاة فأخذ رجل بيد النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فما زال يكلمه حتى نعس بعض القوم. قال محمد: والحديث هو هذا وجرير بن حازم ربما يهم في الشيء وهو صدوق. وأخرجه النسائي في صلاة كتاب الجمعة "٣/ ١١٠"، وابن ماجه رقم "١١١٧".