وفي مسلم من طرق أخرى أيضا عن قيس به "٢٣١٢, ٢٣١٣". وفي رواية البخاري ومسلم التي من طريق سفيان, قال سفيان: أشك؛ كان يوم جمعة أم لا؟ وأخرجه الترمذي في التفسير، تفسير سورة المائدة "تحفة" "٨/ ٤٠٨"، وقال: حسن صحيح. والنسائي في الحج، باب: ما ذكر في يوم عرفة "٥/ ٢٠٢"، وأحمد "١/ ٣١"، وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" بالإضافة إلى ما ذكرنا إلى: الحميدي، وابن جرير، وابن المنذر، وابن حبان، والبيهقي في "سننه". قوله: "أن رجلا من اليهود" في "تفسير ابن جرير الطبري" "٦/ ٨٢": حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا ابن علية، قال: ثنا رجاء بن أبي سلمة، قال: أخبرنا عبادة بن نسي، قال: ثنا أميرنا إسحاق، "قال أبو جعفر: إسحاق هو ابن حرشة"، عن قبيصة قال: قال كعب: "لو أن هذه الأمة نزلت عليهم هذه الآية لنظروا اليوم الذي أنزلت فيه عليهم, فاتخذوه عيدا يجتمعون فيه. فقال عمر: أي آية يا كعب؟...." فذكره. فسمي الرجل هنا "كعبا". وقد وردت بعض الروايات وفيها: "أن ناسا من اليهود قالوا ... " فهذا يحمل على أحد وجهين: إما تكرر القول. أو كان فيهم "كعب" وتكلم عنهم. وهذا الإسناد المتقدم رجاله ثقات، ما عدا إسحاق، فلم أقف على ترجمته، واكتفيت فيه بقول عبادة: "حدثنا أميرنا". "وقبيصة" هو ابن ذؤيب، فقد أوضحه الحافظ ابن حجر في "الفتح" "١/ ١٠٥" وعزاه "أي: الأثر" إلى مسند مسدد، والطبراني في "الأوسط" أيضا. قوله: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُم} قال جمع من أهل العلم: لم ينزل بعد هذه الآية تحليل ولا تحريم. وقال غيرهم: تمام الحج ونفي المشركين عن البيت. ذكر ذلك ابن جرير الطبري بأسانيده في "تفسيره" وعزاه إلى قائليه. وقال في آخر البحث: وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: إن الله -عز وجل- أخبر نبيه -صلى الله عليه وسلم- والمؤمنين به: أنه أكمل لهم يوم أنزل هذه الآية على نبيه دينهم، بإفرادهم بالبلد الحرام وإجلائه عنه المشركين، حتى حجه المسلمون دونهم لا يخالطهم المشركون. فأما الفرائض والأحكام, فإنه قد اختلف فيها: هل كانت أكملت ذلك اليوم أم لا؟ فروي عن ابن عباس والسدي ما ذكرنا عنهما قبل [وهو معنى الرأي الأول] ، وروي عن البراء بن عازب: "أن آخر آية نزلت من القرآن: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ} ، ولا يدفع ذو علم أن =