للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣١- أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ الْيَمَامِيُّ، قَالَ: ثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ: ثَنَا أَبُو زُمَيْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ نَظَرَ نَبِيُّ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى الْمُشْرِكِينَ وَهُمْ أَلْفٌ وَأَصْحَابُهُ ثَلَاثُمِائَةٍ وَتِسْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا، قَالَ: فَاسْتَقْبَلَ نَبِيُّ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْقِبْلَةَ ثُمَّ مَدَّ يَدَيْهِ, فَجَعَلَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ: "اللَّهُمَّ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي، اللَّهُمَّ أَيْنَ مَا وَعَدْتَنِي؟! اللَّهُمَّ إِنْ تُهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ لَا تُعْبَدْ فِي الْأَرْضِ أَبَدًا"، فَمَا زَالَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ مَادًّا يَدَيْهِ, مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ حَتَّى سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ مَنْكِبِهِ، فَأَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ فَأَخَذَ رداءه فألقاه على منكبيه، ثُمَّ الْتَزَمَهُ مِنْ وَرَائِهِ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، كَفَاكَ مُنَاشَدَتُكَ رَبَّكَ؛ فَإِنَّهُ سَيُنْجِزُ لَكَ مَا وَعَدَكَ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ, عَزَّ وَجَلَّ: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ} [الأنفال: ٩] ، فَأَمَدَّهُ اللَّهُ -عَزَّ وجل- بالملائكة. قال أَبُو زُمَيْلٍ: فَحَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ قال: بينما


= الوحي لم ينقطع عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- إلى أن قبض، بل كان الوحي قبل وفاته أكثر ما كان تتابعا، فإن كان ذلك كذلك وكان قوله: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ} آخرها نزولا، وكان ذلك من الأحكام والفرائض, كان معلوما أن قوله: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} على خلاف الوجه الذي تأوله من تأوله، أعني: كمال العبادات والأحكام والفرائض، فإن قال قائل: "فما جعل قول من قال: قد نزل بعد ذلك فرض، أولى من قول من قال: لم ينزل؟ " قيل: لأن الذي قال: "لم ينزل" مخبر أنه لا يعلم نزول فرض، والنفي لا يكون شهادة، والشهادة قول من قال: "نزل"، وغير ذلك جائز، دفع خير الصادق، فيما أمكن أن يكون فيه صادقا.
٣١ صحيح:
وأخرجه: مسلم "ص١٣٨٣" في الجهاد والسير، باب "١٨" الإمداد بالملائكة في غزوة بدر، وإباحة الغنائم.
وأبو داود مختصرا جدا "٤/ ١٣٨ حديث رقم ٢٦٩٠".
وأخرجه الترمذي في تفسير سورة الأنفال، "تحفة" "٨/ ٤٦٨"، وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب، لا نعرفه من حديث عمر، إلا من حديث عكرمة بن عمار عن أبي زميل، وأبو زميل اسمه: سماك الحنفي، وأحمد "١/ ٣٠، ٣٢".
وعزاه ابن كثير في تفسير سورة الأنفال "٢/ ٢٨٩" بالإضافة إلى هؤلاء, إلى: ابن جرير وابن مردويه من طرق عن عكرمة بن عمار، وصححه علي بن المديني والترمذي, وقال: لا يعرف إلا من حديث عكرمة بن عمار اليمامي.

<<  <  ج: ص:  >  >>