للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْعَمَلِ مَا تُطيقون؛ فَإِنَّ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا، وَكَانَ أَحَبُّ الْعَمَلِ إِلَيْهِ الْمُدَاومَةَ، وَإِنْ قَلَّ".

١٥٠١- ثنا شَدَّادُ بْنُ حَكِيمٍ، ثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقْبَلُ الْهَدِيَّةَ، وَيُثِيبَ عليها.


١٥٠١- هذا الحديث بهذا الإسناد الصواب أنه مرسل:
وأخرجه البخاري في الهبة باب المكافأة في الهبة "فتح" "٥/ ٢١٠" وقال عقبه: لم يذكر وكيع ومحاضر "عن هِشَامٌ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ".
وأخرجه أبو داود رقم "٣٥٣٦"، والترمذي في البر والصلة باب "٣٤" ما جاء في قبول الهدية حديث رقم "١٩٥٣" وقال: هذا حديث حسن غريب صحيح من هذا الوجه لا نعرفه "مرفوعا" إلا من حديث عيسى بن يونس بن هشام. وأخرجه أحمد "٦/ ٩٠".
وهذا الحديث من الأحاديث التي انتقدها الدارقطني على البخاري وأعله بالإرسال لكون وكيع ومحاضر روياه عن هشام عن عروة مرسلا.
قال الحافظ في "الفتح" أثناء شرحه لقول البخاري: "لم يذكر وكيع ومحاضر: "عن هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ" فيه إشارة إلى أن عيسى بن يونس تفرد بوصله عن هشام وقد قال الترمذي والبزار: لا نعرفه موصولا إلا من حديث عيسى بن يونس. وقال الآجري: سألت أبا داود عنه فقال: تفرد بوصله عيسى بن يونس. وهو عند الناس مرسلة، ورواية وكيع وصلها ابن أبي شيبة عند بلفظ "ويثيب ما هو خير منها" ورواية محاضر لم أقف عليها. ا. هـ.
وقد ثبت من غير وجه أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- كان يقبل الهدية أما من حيث الترجيح فالمرسل هو الصواب. قال الحافظ في "التهذيب" في ترجمة عيسى بن يونس: وقال الأثرم عن أحمد: كان عيسى بن يونس يسند حديث الهدية والناس يرسلونه، وقال ابن معين: عيسى بن يونس يسند حديثا عن هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- كان يقبل الهدية ولا يأكل الصدقة. والناس يرسلونه.

<<  <  ج: ص:  >  >>