وجهه وذهب يغسل ذراعيه وعليه جبة شامية من جباب الروم ضيقة الكمين، فضاقت، فأخرج يديه من تحت البدن، فغسل وجهه وغسل ذراعيه، قال: وذكر لنا أنه مسح على ناصيته والعمامة، قال: وذكر شيئاً أخاف ألا أقيمه، قال: ومسح على خفيه، ثم قال: لك حاجة؟ قلت: يا رسول الله، ليس لي حاجة، قال: فانطلقنا وقد أمهم ابن عوف
في صلاة الصبح، فصلى ركعة أُوذن فمنعني، فصلينا ما أدركنا وقضينا ما سبقنا" (١).
هكذا روى هذا الحديث أبو جابر الواسطي عن عبد الله بن عون بن أرطبان البصري، عن عامر الشعبي ومحمد
ابن سيرين جميعاً عن عروة بن المغيرة، عن أبيه.
ووهم أبو جابر في ذلك، لأن محمد بن سيرين لم يروي هذا الحديث عن عروة بن المغيرة، ولا سمعه منه، وإنما الشعبي رواه عن عروة بن المغيرة كما سقناه.
ووافق ابن عون زكريا بن أبي زائدة، فرواه عن الشعبي، عن عروة، عن أبيه.
وأما محمد بن سيرين فرواه عن المغيرة بن شعبة نفسه، ولم يسمعه منه، فحمل أبو جابر رواية ابن سيرين على رواية الشعبي.
وقد روى الحديث يزي بن هارون عن ابن عون مبيناً، فرواه عنه، عن الشعبي، عن عروة بن المغيرة، عن أبيه، ثم قال: عن ابن سيرين، رفعه إلى
(١) رواه الطبراني في الكبير ٢٠/ ٣٧٣ ح ٨٧٠ عن معاذ بن المثنى بن معاذ العنبري عن أبيه، عن ابن عون … به … سنداً ومتناً.