للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مكر مفر مقبل مدبر معًا كجلمود ... صخر حطه السيل من علٍ

وقول القاضي الورجاني:

ولقد نزلت من الملوك بماجد ... فقر الرجال إليه مِفتاح الغنى

وقول الآخر:

إذا نحن سِرنا بين شرق ومغرب ... تحرك يقظان التراب ونائم

ولا يخفَى عليك الطباق في هذه الشواهد، وأنه قد وقع بين اثنين كما ترى.

الصورة الثانية: أن يكون بين فعلين كما في قوله تعالى: {وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى * وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا} (النجم ٤٣، ٤٤).

وقوله -تبارك وتعالى-: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ} (آل عمران: ٢٦)، ومنه قول النبي -صلى الله عليه وسلم- للأنصار: ((إنكم لتكثرون عند الفزع، وتقلون عند الطمع) لقد طابق بين الفعلين: تكثرون وتقلون، وهناك طباق أيضًا بين الفزع والطمع، ولكنه طباق خفي -كما سيأتي-.

ومن أقوالهم قول بشار:

إذا أيقظتك حروب العِدا ... فنبه لها عمرَ ثم نَمْ

وقول الفرزدق:

لعن الإله بني كليب ... .............................

بني كليب: هم قوم جرير:

إنهم لا يغدرون ولا يفون لجار

يستيقظون إلى نهيق حمارهم ... وتنام أعينهم عن الأوتار

ومنه قول الحماسي:

تأخرت أستبقي الحياة فلم أجد ... لنفسي حياةً مثل أن أتقدم

<<  <   >  >>