تدبير معتصم بالله منتقم ... لله مرتقب في الله مرتغب
النوع الثاني: التصريع؛ وهو جعل كل شطر من شطري البيت فقرةً، فتكون العروض مقفاةً تقفيةَ الضرب. وهذا النوع يحسن في أول أبيات القصيدة، وعند الانتقال من غرض إلى آخر كالانتقال من النسيب إلى المديح. وفيما عَدَا هذين الموضعين يحسن ما قل منه دونما كثر. ومن شواهده قول أبي فِراس:
بأطراف المثقفة العوالي ... تفردتا بأوساط المعالي
وقول امرئ القيس:
ألا عِم صباحًا أيها الطلل البالي ... وهل ينعمن مَن كان في العصر الخالي
وقوله في مطلع معلقته:
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل ... بسقط اللوى بين الدخول فحومل
وفي أثنائها:
أفاطم مهلًا بعد هذا التدلل ... وإن كنتِ قد أزمعت صرمي فأجملي
ومنه قول أبي العتاهية:
الفقر فيما جاوز الكفافَ ... مَن اتقى الله رجا وخافا
النوع الثالث: أن يكون غير مصروع ولا مشطور، كما في قول الخَنساء:
حامي الحقيقة محمود الخليقة مه ... ـدي الطريقة نفاع وضرار
ونلاحظ في بناء الأسجاع أن فواصل هذه الأسجاع موضوعة على أن تكون ساكنة الأعجاز، موقوفا عليها، إذ الغرض أن يزاوج بينها ولا يتم هذا في كل صورة إلا بالوقف والبناء على السكون. ففي قول قس بن ساعدة الأيادي:"من عاش مات، ومن مات فات، وكل ما هو آت آت". وقول الآخر: "ما أبعد ما