الجناس بين "حدنا" و"حديدنا" وحرف الزيادة هو الياء الواقع بين المِثلين، والمعتبر في الحرفين هنا "حد" و"حديد"، ولا تأثيرَ للضميرين المضافين إليه. وقد تكون الزيادة في آخر الطرف المزيد، كقول كعب بن زهير الشاعر المعروف:
ولقد علمت وأنت غير حليمة ... ألا يقربني هوى لهوان
فالجناس بين "هوى" و"هوان". ومنه قول البهاء زهير الشاعر المصري:
أشكو وأشكر فعله ... فأعجب لشاك منه شاكر
طرفي وطرف النجم فيك ... كلاهما ساهٍ وساهر
فالجناس المراد هنا "شاك" و"شاكر"، و"ساه" و"ساهر". فالزيادة في هذه الأمثلة في آخر الطرف المزيد. ولكل من هذه الأضرب تسميات من الخير ألا نثقل بها. قد تقع الزيادة في هذه النوع في أكثر من حرف، أما في الأول مثل قولك وأنت تؤم المصلين: ضَعْ بصرك موضع سجودك، فالجناس بين "ضع" و"موضع". وكقول الشاعر:
فلي طبْع كسلسال معِين ... زلال من ذرا الأحجار جار
فالجناس بين "أحجار" و"جار". أو تقع الزيادة في الوسط، ومنه: بناء المساجد مجد خالد، فالجناس بين "مساجد" و"مجد". وقد تقع الزيادة في الآخر وهو كثير، ومنه قول الشاعر حسان بن ثابت الأنصاري:
وكنا إذا يغزوا النبي قَبُولة ... نَصِل جانبيه بالقِنا والقنابل
فالجناس بين "القنا" و"القنابل"، والزيادة في الحرف كما ترى. ومثله قول الخنساء:
إن البكاء هو الشفاء ... من الجوى بين الجوانح
وقد جنست بين "الجوى" و"الجوانح". مثله قول آخر يرثي ميتًا:
فيا لك من حَزْم وعزم طواهما ... جديد الردى تحت الصفا والصفائح