والحجم، والحركة والحركة؛ فمن يستطيع أن يبرز في وجه الشبه صفات عدة تجمع بين اللون والشكل، والمقدار والحجم، أو يضيف إلى الشكل واللون حركة معينة، أو ينوِّع في الحركة تنويعًا يضفي عليها جمالًا وروعة، من يستطع أن يصنع ذلك من الأدباء؛ يكون تشبيهه أبدع وأحسن، ونظرته أقوى وأثقب من الآخر الذي لا يستطيع فعل ذلك.
ومما كان التشبيه فيه هيئة منضم إليها بعض الصفات ما جاء في قول ابن المعتز:
والشمس كالمرآة في كفِّ الأشل ... لما بدت طالعة فوق الجبل
فقد جمع الشاعر في وجه الشبه بين الحركة السريعة وما ينشأ عنها من تموُّج الضوء واضطرابه، وبين الإشراق والاستدارة، وذلك أنه نظر إلى الشمس عند طلوعها، وإلى المرآة في يد الأشل، فرأى فيهما إشراقًا واستدارة وحركة سريعة متصلة تتراءى لعين الناظر إلى كل منهما، وهذه الحركة قد أحدثت تموجًا في الضوء، واضطرابًا؛ فبينما تراه منبسطًا على سطح كل منهما، ويكاد يفيض من جوانبهما؛ إذا به ينقبض ويتجمع في وسطهما.
فالشاعر إذن قد استطاع أن يلائم ملائمة تامة بين ما في الطرفين من لون، وشكل، وحركة مضطربة متموجة، وأن يركب من ذلك وجه الشبه؛ فهو الهيئة الحاصلة من الإشراق والاستدارة والحركة السريعة، وما ينشأ عنها من تموج الضوء واضطرابه، ولو اقتصرنا في بناء وجه الشبه على الإشراق، أو الاستدارة، وقدرنا تجرُّده من هذه الحركة ما بلغ من الدقة والحسن هذا المبلغ، من ذلك قول المهلبي الوزير يصف الشمس أيضًا عند طلوعها: