عليها، وظاهر الحديث أن هذا الذنب لا تكفره إلا التوبة، وأن الحسنات لا تمحوه؛ لأنه من كبائر الذنوب، والكبائر لا تمحى بالحسنات؛ فلا يمحوها إلا التوبة. قوله:" تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران "، أي: تقام من قبرها، والسربال: الثوب السابغ كالدرع، والقطران معروف، ويسمى "الزفت"، وقيل: إنه النحاس المذاب.
قوله:" ودرع من جرب ": الجرب: مرض معروف يكون في الجلد، يؤرق الإنسان، وربما يقتل الحيوان، والمعنى: إن كل جلدها يكون جربا بمنزلة الدرع، وإذا اجتمع قطران وجرب زاد البلاء؛ لأن الجرب أي شيء يمسه يتأثر به؛ فكيف ومعه قطران؟! والحكمة أنها لما لم تغط المصيبة بالصبر غطيت بهذا الغطاء سربال من قطران ودرع من جرب؛ فكانت العقوبة من جنس العمل.
ويستفاد من الحديث:
١ - ثبوت رسالته -صلى الله عليه وسلم- لأنه أخبر عن أمر من أمور الغيب فوقع كما أخبر.
٢ - التنفير من هذه الأشياء الأربعة: الفخر بالأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة على الميت.
٣ - أن النياحة من كبائر الذنوب لوجود الوعيد عليها في الآخرة، وكل ذنب عليه الوعيد في الآخرة؛ فهو من الكبائر.
٤ - أن كبائر الذنوب لا تكفر بالعمل الصالح؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: " إذا لم تتب قبل موتها ".
٥ - أن من شروط التوبة أن تكون قبل الموت؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: " إذا لم تتب قبل موتها"