"تبرك": تفعل من البركة، والبركة: هي كثرة الخير وثبوته، والتبرك: طلب البركة، والنصوص في القرآن والسنة دلت على أن البركة من الله جل وعلا، وأن الله جل وعلا، هو الذي يبارك، وأنه لا أحد من الخلق يبارك أحدا، فالذي يبارك هو الله جل وعلا، فلا يجوز للمخلوق أن يقول: باركت على الشيء، أو أبارك فعلكم؛ لأن البركة وكثرة الخير ولزومه، وثباته، إنما ذلك من الذي بيده الأمر، وهو الله - عز وجل -. وقد دلت النصوص في الكتاب والسنة على أن الأشياء التي أحل الله - جل وعلا - البركة فيها قد تكون:
• أمكنة أو أزمنة؛
• وقد تكون مخلوقات آدمية، فهذان قسمان:
القسم الأول: أن الله - تعالى - بارك بعض الأماكن كبيت الله الحرام، فهو مبارك لا من جهة ذاته، يعني: ليس كما يعتقد البعض أن من تمسح به انتقلت إليه البركة وإنما هو مبارك من جهة المعنى، يعني: اجتمعت فيه البركة التي جعلها الله في هذه البنية، من جهة: تعلق القلوب بها، وكثرة الخير الذي يكون لمن أرادها، وأتاها، وطاف بها، وتعبد عندها، وكذلك الحجر الأسود هو حجر مبارك، ولكن بركته لأجل العبادة، يعني أن من استلمه تعبدا مطيعا للنبي -صلى الله عليه وسلم- في استلامه له، وفي تقبيله، فإنه يناله به بركة الاتباع. وقد قال عمر -رضي الله عنه- لما قبّل الحجر: " إني