الشرك: ضد التوحيد وهو نوعان: شرك أكبر ينافيه بالكلية، ويخرج صاحبه من الملة. وشرك أصغر ينافي كماله ولا يخرج به صاحبه من الملة لكنه أكبر من أكبر الكبائر. فالشرك الأكبر: هو اتخاذ العبد من دون الله ندا يسويه برب العالمين يحبه كحب الله ويخشاه كخشية الله ويلتجئ إليه ويدعوه ويخافه ويرجوه ويرغب إليه ويتوكل عليه، أو يطيعه في معصية الله، أو يتبعه على غير مرضاة الله، وغير ذلك.
ومن الشرك الأكبر: أن يعتقد أن غير الله يخلق، أو يرزق، أو يحيي، أو يميت، أو يعلم الغيب، أو يتصرف في الكون، أو أن يصرف إنسان نوعاً من أنواع العبادة لغير الله كالركوع والسجود، والذبح، والنذر، والدعاء، إلى غير ذلك.
والشرك الأصغر: مثل يسير الرياء الداخل في تحسين العمل المراد به الله تعالى، ومن ذلك الحلف بغير الله كالحلف بالآباء والأنداد والكعبة والأمانة وغيرها. قال الله تعالى عن أهل النار إذا دخلوها: {قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ (٩٦) تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (٩٧) إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [الشعراء: ٩٦ - ٩٨] قال ابن كثير: وَيَقُولُونَ وَقَدْ عَادُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْمَلَامَةِ: {تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (٩٧) إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ} أَيْ: نَجْعَلُ أَمْرَكُمْ مُطَاعًا كَمَا يُطَاعُ أَمْرُ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَعَبَدْنَاكُمْ مَعَ ربِ الْعَالَمِينَ ا. هـ