للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

والأدلة على فضله والأمر به، وبيان محبة الله للمتوكلين

كثيرة منها:

١. قال الله تعالى: {فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} [آل عمران: ١٥٩]. أي: اعتمد على حول الله وقوته، متبرئا من حولك وقوتك. (١)

٢. وقال سبحانه وتعالى في سبعة مواضع من كتابه: {وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [آل عمران: ١٢٢ و ١٦٠، والمائدة: ١١، التوبة: ٥١، إبراهيم: ١١، المجادلة: ١٠، التغابن: ١٣]

فجاءت الآية الكريمة بتقديم المعمول وهو يؤذن بالحصر، أي: على الله توكلوا لا على غيره، لأنه قد علم أنه هو الناصر وحده، فالاعتماد عليه توحيد محصل للمقصود، والاعتماد على غيره شرك غير نافع لصاحبه، بل ضار. وفي هذه الآية الأمر بالتوكل على الله وحده، وأنه بحسب إيمان العبد يكون توكله.

٣. وقال تعالى في ثلاثة مواضع من كتابه: {وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا} [النساء: ٨١، والأحزاب: ٣ و ٤٨] أي {وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ} بأن تعتمد على ربك، اعتماد من لا يملك لنفسه ضرًا ولا نفعًا، ولا موتًا ولا حياة، ولا نشورًا، في سلامتك من كل شر، وفي إقامة الدين، الذي أمرت به، وثق بالله في حصول ذلك الأمر على أي: حال كان. {وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا} توكل إليه الأمور، فيقوم بها، وبما هو أصلح للعبد، وذلك لعلمه بمصالح عبده، من حيث لا يعلم العبد، وقدرته على إيصالها إليه، من


(١) تفسير هذه الآية وما بعدها في هذا الباب مما لم أعزه لأحد منقول من تفسير العلامة السعدي -رحمه الله-.

<<  <   >  >>