لما نبه الناظم في المقدمة على أن التوحيد هو الفرض الأعظم على جميع العبيد، عقد هذا الباب لبيان فضله، وهو آثاره الحميدة ونتائجه الجميلة، وليس شيء من الأشياء له من الآثار الحسنة، والفضائل المتنوعة مثل التوحيد. فإن خير الدنيا والآخرة من ثمرات هذا التوحيد وفضائله.
(١) ومن أجل فوائده: أنه يمنع الخلود في النار إذا كان في القلب منه أدنى مثقال حبة خردل.
(٢) وأنه إذا كمل في القلب يمنع دخول النار بالكلية.
(٣) وهو: سبب عظيم لمغفرة الذنوب
(٤) وسبب لتفريج كربات الدنيا والآخرة ودفع عقوبتهما.
(٥) ومنها: أنه يحصل لصاحبه الهدى الكامل والأمن التام في الدنيا والآخرة
(٦) ومن أعظم فضائله: أن جميع الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة متوقفة في قبولها وفي كمالها، وفي ترتب الثواب عليها على التوحيد، فكلما قوي التوحيد والإخلاص لله كملت هذه الأمور وتمت.
(٧) ومن فضائله: أنه يسهل على العبد فعل الخير وترك المنكرات ويسليه عن المصيبات، فالمخلص لله في إيمانه وتوحيده تخف عليه الطاعات لما يرجو من ثواب ربه ورضوانه، ويهون عليه ترك ما تهواه النفس من المعاصي، لما يخشى من سخطه وعقابه.
(٨) ومنها: أن التوحيد إذا كمل في القلب حبب الله لصاحبه الإيمان وزينه في قلبه، وكره إليه الكفر والفسوق والعصيان، وجعله من الراشدين.
(٩) ومنها: أنه يخفف عن العبد المكاره ويهون عليه الآلام.