من استهزأ بشيء من دين الرسول -صلى الله عليه وسلم- أو ثوابه أو عقابه كفر، ولا فرق في ذلك بين الهازل والجاد والدليل قوله تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (٦٥) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ} [التوبة: ٦٥ - ٦٦] وروى ابن وهب، قال: حدثني هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: قَالَ رَجُل فِي غَزْوَة تَبُوك فِي مَجْلِس: مَا رَأَيْنَا مِثْل قُرَّائِنَا هَؤُلَاءِ أَرْغَب بُطُونًا وَلَا أَكْذَب ألسنة وَلَا أَجَبْنَ عِنْد اللِّقَاء، فَقَالَ رَجُل فِي المجلس: كَذَبْت، وَلَكِنَّك مُنَافِق، لَأُخْبِرَنَّ رَسُول اللَّه -صلى الله عليه وسلم- فَبَلَغَ ذَلِكَ النبي -صلى الله عليه وسلم- وَنَزَلَ الْقُرْآن، قال عَبْد اللَّه بْن عُمَر -رضي الله عنهما-: فأنا رَأَيْته مُتَعَلِّقًا بِحُقُبِ نَاقَة رَسُول اللَّه -صلى الله عليه وسلم- تَنْكُبهُ الْحِجَارَة، وَهُوَ يَقُول: يَا رَسُول اللَّه إِنَّمَا كُنَّا نَخُوض وَنَلْعَب، وَرَسُول اللَّه -صلى الله عليه وسلم- يقول: {أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (٦٥) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} ا. هـ (١)
(١) أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره (١١/ ٥٤٣) وابن أبي حاتم في تفسيره (٤/ ١٨٢٩) قالا حدثنا يونس بن عبد الأعلى حدثنا ابن وهب به. وإسناده حسن. ورواه الطبري: (١١/ ٥٤٣) قال: حدثنا علي بن داود، قال: حدثنا عبد الله بن صالح، قال: حدثنا الليث، قال: حدثني هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم: أَنَّ رَجُلًا مِنْ الْمُنَافِقِينَ قَالَ لِعَوْفِ بْن مَالِك فِي غَزْوَة تَبُوك: فذكره وفيه: فَقَالَ زَيْد: قَالَ عَبْد اللَّه بْن عُمَر: فَنَظَرْت إِلَيْهِ مُتَعَلِّقًا … الحديث.