قال الله تعالى:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}[المائدة: ٣٥]
قال الحافظ المفسر ابن جرير الطبري -رحمه الله-: يعني جل ثناؤه بذلك: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ} صدّقوا الله ورسوله فيما أخبرهم ووعَد من الثواب وأوعدَ من العقاب {اتَّقُوا اللَّهَ} يقول: أجيبوا الله فيما أمركم ونهاكم بالطاعة له في ذلك، وحقِّقوا إيمانكم وتصديقكم ربَّكم ونبيَّكم بالصالح من أعمالكم {وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} يقول: واطلبوا القربة إليه بالعمل بما يرضيه. و"الوسيلة": هي"الفعيلة" من قول القائل: "توسلت إلى فلان بكذا"، بمعنى: تقرَّبت إليه، …
ثم أسند عن أبي وائل وعطاء والحسن ومجاهد قولهم:{وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ}، قال: القربة في الأعمال. وعن قتادة أي: تقربوا إليه بطاعته والعملِ بما يرضيه ا. هـ
وقال الجوهري في صحاحه:(الوسيلة: ما يتقرب به إلى الغير. والجمع: الوسيل؛ والوسائل والتوسل واحد وسل فلان إلى ربه وسيلة وتوسل إليه بوسيلة أي تقرب إليه بعمل).
والتوسل شرعاً: هو التقرب إلى الله تعالى بطاعته وعبادته واتباع أنبيائه ورسله وبكل عمل يحبه الله ويرضاه.