التوحيد يقتضي من الموحد المؤمن بالله - جل وعلا - أن يعظم الله وألا يجعل مخلوقا في منزلة الله سبحانه فيما يختص به، لأنه قد يجعل المخلوق في منزلة الله لشبهة وصف قام به، ككون القاضي هو رئيس القضاة أو أعلم، فيجعل في اللفظ والتسمية قاضيا للقضاة؛ فلهذا ينبه العلماء على أن التسمي بالأسماء التي معناها إنما هو لله جل جلاله: لا يجوز، والتوحيد يقتضي ألا يوصف بها إلا الله وألا يسمى بها إلا الله وحده فتسمية غير الله بتلك الأسماء التي ستأتي لا تجوز ومحرم، بل هي أخنع الأسماء وأوضع تلك الأسماء وأبغض الأسماء إلى الله - جل جلاله.
عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «أَخْنَى (وفي رواية: أخْنَعُ) الأَسْمَاءِ يَوْمَ القِيَامَةِ عِنْدَ اللَّهِ رَجُلٌ تَسَمَّى مَلِكَ الأَمْلَاكِ» متفق عليه وزاد مسلم فِي رِوَايَة «لَا مَالِكَ إِلَّا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ»" أخنع " يعني: أوضع، وأحقر
" تَسَمَّى " يشمل ما إذا سمى نفسه، أو سماه غيره به فرضي، أما إذا سماه غيره به فلم يرض، فإنه لا يدخل في الذم؛ لعدم الرضا، فيلحق الوعيد المسمي، ومن رضي بذلك الاسم. أَوْ نَحْوَهُ: نحو قاضي القضاة مثل: ملك الأملاك، وشاهان شاه، ونحو ذلك، وقاضي القضاة: هو الذي يقضي بين القضاة، تقول: قاضي المسلمين، يعني: الذي يقضي بين المسلمين، وقاضي الرياض، يعني: الذي يقضي