للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ووسيلة صحيحة لكان عمر ومن معه من الصحابة يطلبون ذلك من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ لأن إجابة دعائه -صلى الله عليه وسلم- أقرب من إجابة دعاء العباس -رضي الله عنه- فالمهم أن التوسل إلى الله تعالى بطلب الدعاء من ميت توسل باطل لا يحل، ولا يجوز.

[٢ - ومن التوسل الذي ليس بصحيح: أن يتوسل الإنسان بجاه النبي -صلى الله عليه وسلم-]

وذلك أن جاه الرسول -صلى الله عليه وسلم- ليس مفيدًا بالنسبة إلى الداعي؛ لأنه لا يفيد إلا الرسول -صلى الله عليه وسلم- أما بالنسبة للداعي فليس بمفيد حتى يتوسل إلى الله به، وقد تقدم أن التوسل اتخاذ الوسيلة الصالحة التي تثمر. فما فائدتك أنت من كون الرسول -صلى الله عليه وسلم- له جاه عند الله؟! وإذا أردت أن تتوسل إلى الله على وجه صحيح فقل: اللهم بإيماني بك وبرسولك، أو بمحبتي لرسولك، وما أشبه ذلك؛ فإن هذا الوسيلة الصحيحة النافعة ا. هـ

وسئل الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله كما في مجموع الفتاوى (٤/ ٢٧):

هل يجوز التوسل بجاه فلان أو حق فلان … ؟ فقال:

هذا من البدع التي لم يشرعها الله عند جمهور أهل العلم، وإنما المشروع التوسل إلى الله سبحانه وتعالى بأسمائه وصفاته وتوحيده ومحبته والإيمان به، وبالأعمال الصالحات … إلخ وقال أيضا كما في مجموع الفتاوى (٤/ ٣١٥):

لم يرد في الأدلة الشرعية ما يدل على مشروعية التوسل بجاه أحد من الناس ولا بحق أحد من الناس ولا بذاته، ولكن ليس ذلك من الشرك، بل هو من البدع ومن وسائل الشرك عند أكثر أهل العلم، والنبي -صلى الله عليه وسلم- له حق عظيم ومنزلة عظيمة عند الله وعند المؤمنين. ولا إسلام لأحد ولا إيمان إلا بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ولكن لا يجوز التقرب إلى الله سبحانه ولا التوسل إليه إلا بما

<<  <   >  >>