قَدْ أَفْلَحَ الدَّاعِيَةُ الصَّبُورُ: قال العلامة ابن باز -رحمه الله-: الدعوة إلى الله سبحانه وإرشاد العباد إلى ما خلقوا له من أفضل القربات وأهم الواجبات و هي سبيل الرسل وأتباعهم إلى يوم القيامة كما قال الله سبحانه {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (٣٣)} [فصلت: ٣٣] وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ» أخرجه مسلم عن أبي مسعود -رضي الله عنه-. وقال لعلي -رضي الله عنه-: «فَوَاللهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللهُ بِكَ رَجُلًا وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ» متفق عليه فحقيق بأهل العلم والإيمان أن يضاعفوا جهودهم في الدعوة إلى الله سبحانه وإرشاد العباد إلى أسباب النجاة وتحذيرهم من أسباب الهلاك ولا سيما في هذا العصر الذي غلبت فيه الأهواء وانتشرت فيه المبادئ الهدامة والشعارات المضللة وقل فيه دعاة الهدى وكثر فيه دعاة الإلحاد والإباحية فالله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ا. هـ بتصرف يسير
يشير إلى قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لَا يَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ، حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ» متفق عليه.
قال الشيخ حافظ حكمي -رحمه الله-: وهذه الطائفة هي الفرقة الناجية من الثلاث وسبعين فرقة، كما استثناها النبي -صلى الله عليه وسلم- من تلك الفرق بقوله:«كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة». وفي رواية قال:«هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي»، نسأل الله تعالى أن يجعلنا منهم وأن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا وأن يهب لنا من لدنه رحمة إنه هو الوهاب ا. هـ