تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [لقمان: ٣٤]، فهذه هي مفاتح الغيب كما فسرها النبي -صلى الله عليه وسلم-، فمن ادعى علم شيء من هذه الأمور فإنه كافر بالقرآن العظيم كما سيأتي في الأدلة. أما الغيب النسبي فهذا كثير، وقد يعلمه بعض الناس؛ إذ كل ما غاب عنا مما علمه غيرنا فهو غيب بالنسبة لنا، وعلم بالنسبة لمن علمه، فالغيب النسبي هو بالنسبة إلى أشخاص دون أشخاص، وإلى أناسٍ دون أناس، فمن ادعى علم شيءٍ من ذلك فإن كان تحصيله بأسبابٍ معلومةٍ كأن يسأل ويتوصل فهذا لا إشكال فيه، لكن الإشكال في ادعاء علم الغيب المطلق الذي فيه الإخبار عن المستقبل.
وقد دل القرآن على أن علم الغيب من خصائص الله تعالى فمن ادعى علم الغيب المطلق فقد كفر